سلسلة البحوث المكتبية (12)
إعداد: الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر) (1441هـ -2020م).
المقدمة:
حينما تتولد فكرة الزواج من خارج المملكة لدى أي مواطن يكون نظره قاصراً على مصلحته الشخصية وإشباع رغبته الذاتية دون تفكير بما سيترتب على هذا الزواج في المستقبل وما مصير الأسرة المنتظرة وما الدور الذي سيقوم به في رعايتها وتوفير متطلباتها وهل هو على استعداد تام في البقاء معها والقيام بشؤونها أم أنها فترة وقتية من الزمن حتى إذا قضى وطره رجع إلى وطنه وترك تلك الأسرة الوليدة تعاني الفقر والعوز والحاجة والتشرد، نعم ومع الأسف الشديد هذه حال بعض حالات الزواج من الخارج ممن لا يقدّرون الحياة الزوجية ولا يشعرون بالمسؤولية ولا يقيمون لعقد الزواج وزناً ولا للأمانة عهداً. نساء في حكم الأرامل وأطفال في حكم الأيتام تدفعهم الحاجة والفاقة إلى أن يمدوا أيديهم للناس ويناشدوا المؤسسات الخيرية بأن ترأف بحالهم وتحنو عليهم وترفع من معنوياتهم وتسد فاقتهم، حيث أصبحوا ضحية ظلم وجور آباء أعمتهم الأنانية والتقليد الأعمى فتركوا خلفهم ذرية ضعافاً عالة يتعففون الناس قد ضربوا بكل القيم الإنسانية عرض الحائط خانوا العهد والميثاق وضيّعوا الأمانة قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة وقذفوا بفلذات أكبادهم دون هوادة أو رحمة.
الفصل الأول
· مشاكل قانونية واجتماعية
· محاكمة المخالفين
مشاكل قانونية واجتماعية:
هناك عدد من الأسر في الخارج تعاني من المشاكل الاجتماعية والقانونية فضلاً عما تعانيه من الضيق والحرج وقلة المؤنة، وقد قيَّض الله لهذه الأسر المشردة من يلم شعثها ويلملم جراحها ويكف دمعتها ويعوّضها عما فقدت خيراً بفضل الله ثم بفضل المحسنين من أهل الخير القائمين على المؤسسات الخيرية والتي منها (جمعية أواصر لرعاية الأسر السعودية في الخارج) التي بذلت جهوداً مشكورة وأعادت البسمة إلى الوجوه وبعثت الأمل من جديد لتلك الأسر وعملت بجد ونشاط على جمع الشمل ومد يد العون والرعاية، فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناتهم، وأوجه هذا النداء إلى أولئك الآباء بأن يتقوا الله في ذويهم ويتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، فالله سائل يوم القيامة كل راعٍ عما استرعاه أحفظ أم ضيّع، فالرجوع إلى الحق فضيلة وخير من التمادي في الباطل، ومن لم يكن أهلاً لتحمُّل المسؤولية فلا يقدم على مثل هذا الزواج، فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
محاكمة المخالفين:
زواج الرجل السعودي بالمرأة غير السعودية والعكس تحكمه تعليمات وضوابط قرار مجلس الوزراء رقم 824 في 1393، وكذلك اللائحة الوزارية الصادرة من وزارة الداخلية في 1422هـ، وقد روعي في ذلك مصلحة الوطن والمواطن في ذات الوقت، وأشار إلى أن الشروط تهدف إلى الحد من الزواج من خارج البلاد، مضيفاً: (في ذات الوقت حماية للمجتمع من مخاطر هذا الزواج، ومنها حالات العنوسة أو الانعكاس سلباً على الروابط الاجتماعية التي تحرص وزارة الداخلية على توثيقها وتدعيمها). وأوضح أن التعليمات والضوابط وكذلك اللائحة حدّت كثيراً من زواج السعوديين من غير السعوديات، مؤكداً حرص وزارة الداخلية على بثّ التوعية اللازمة للمتقدمين للزواج من الخارج بمخاطر وأضرار وسلبيات مثل هذا النوع من الزيجات. وأشار إلى أن اللائحة تضمنت بعض الإجراءات التي تُطبّق على من يخالف ذلك قبل الحصول على موافقة وزارة الداخلية، ومن ذلك ما نصّت عليه المادة التاسعة من لائحة الزواج من توثيق الزواج من الجهات المختصة السعودية، وعدم السماح بدخول الزوجة، أو الزوج الأجنبي إلى المملكة، وإنهاء إقامتهما إذا كانا مقيمين داخل المملكة.
وعن دوافع الشباب السعودي للزواج من خارج المملكة قال: (إن المسوّغات التي يذكرها طالبو الزواج من الخارج تتضمن عدة أمور منها: غلاء المهور، أو توقف الزوجة عن الإنجاب إما لكبر سنها أو لعارض صحي، أو يكون طالب الزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يجدون من يقبل بهم من داخل المملكة، أو وجود صلة قرابة بين الطرفين، كأن تكون الفتاة ابنة خالته أو خاله وما شابه ذلك).
لذلك لا بد أن يعرف المجتمع أن مفهوم الزواج ليس عبارة عن ارتباط المرأة برجل فقط، موضحاً أنه يتعلق بعملية بناء مجتمع وتربية أجيال وتنمية اجتماعية وبناء أسرة مستقرة. وقال: “كلما كانت الحياة الزوجية مبنية على أسس سليمة وعلى اتفاق تام وراحة نفسية، أدّى ذلك إلى بناء أسرة مستقرة تساهم في البناء العلمي والتنمية الاقتصادية. وأكد أنه من هذا المنطلق لا بد أن يكون الزواج مبنياً على أسس علمية واجتماعية تؤدي إلى تحقيق مفهوم الزواج وارتقاء مستوى الأسرة. وأشار إلى ضرورة إدراك الشباب أهمية الاستقرار الأسري.
وان الاستقرار العائلي يرتبط باختيار الزوجة، وأكد أنه في المملكة توجد فتيات ذوات أخلاق عالية، سواء كانت بكراً أو ثيباً. وأوضح قائلاً: وجهة نظري أنا لا أؤيده، بل أؤكد أنه لا بد أن يكون هناك ارتباط داخلي لعدة أسباب منها إسهام الشباب في القضاء على العنوسة وعلى وجود الأرامل والمطلقات، ورأى أن الزواج من السعوديات سيقضي على العديد من المشاكل، كما أن زواج السعوديات يؤدي إلى استقرار عائلي كبير؛ لأن الزوجةعندما تكون أسرتها من داخل البلد يكون الأهل قريبين من بعضهم، وهذا القرب يؤدي إلى التكامل العائلي، وإذا حدثت مشاكل بين الزوج والزوجة استطاع الأهل حلها و أنه إذا توفي الزوج فالأجنبية ستجد صعوبة وحرجاً في الجلوس في البلد مع أبنائها، فتضطر إلى العودة إلى بلدها، ويتشتّت الأبناء، وخصوصاً أن أهل الزوجة هم الأقرب للأبناء. وأشار إلى لجوء بعض الأزواج إلى الزواج من الخارج وذلك بسبب رفض الآباء تزويج بناتهم لمن له أبناء، لذا ينبغي على المجتمع التعاون للقضاء على هذه الظاهرة السلبية بالتعاون مع من يرغب في الزواج حتى وإن كان له أبناء، وأشار إلى ضرورة تغيير النظرة الاجتماعية للزوج الذي يرغب بالزواج، سواء كان له أبناء أو تزوج قبل ذلك، مناشداً الآباء الذين لديهم بنات أرامل ومطلقات أن يتعاونوا مع من يرغب بالزواج وعلى الرجال الكبار في السن ألاّ يشترطوا الزواج من صغار السن والأبكار، وأن يبحثوا عن مطلقات،ومن فاتهن قطار الزواج والأرامل، مشيراً إلى أنه لا يؤيد الزواج من الخارج، ولكن رأى ضرورة الاهتمام بالتوعية للحد من هروب الرجال للزواج من الخارج. وأوضح أن كثيراً من كبار السنيتزوجون من الخارج من صغيرات في السن، وتكون الموافقة على الزوج ليس حباً فيه، بل طمعاً في ثروة الرجل، وحتى يشتري للزوجة شقة، وبعد فترة ترفض العودة وتكسب الناحية المالية.الخارج – من أن أي زواج يتبيّن للجهة المختصة مخالفته لأحكام اللائحة يترتب عليه محاكمة المتزوج تأديبياً لدى ديوان المظالم.
الفصل الثاني
· المخاطر التي تواجه الأطفال بعد فراق الزوجين
· اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد
· الآثار المترتبة على الزواج من الخارج
المخاطر التي تواجه الأطفال بعد فراق الزوجين:
إن من أعظم المشاكل ومن أعظم الأخطار التي تواجه النشء بعد فراق زوجي بين أب من هذه البلاد وأم من بلاد بعيدة يواجه هذا النشء ثلاثة أخطار عظيمة:
1- خطر العقيدة،
2- خطر التربية والتعليم
3- خطر مستقبله
إن لم يكن لأولئك الأولاد من الأولياء من يتابع أمورهم في تلك البلاد البعيدة ويتابعون شأن أولادهم أو شأن أولاد المتوفى بالنسبة لهم، فيحاولون إعادتهم من جديد، فلاهم يكتسبون جنسية تلك البلاد ولا يمنحون جنسية هذه البلاد ما دام الزواج مبنياً على أسس غير سليمة. والذين يقعون في هذا أكثر و هم أولئك الذين يتزوجون بغير إذن أو تصريح من السلطات الرسمية، ألا وإن الزواج ولو كان بعد إذن من السلطات الرسمية لمن الأمور التي لا. ينبغي أن ننتبه وأن نقدر هذا الأمر، وأن نعطيه حقه من التفكير والتريث، وأن ننصح كل قريب أو بعيد نعرفه يريد أن يقدم على هذه المهمة، ونبين له أن الأمور لا بد أن يكون لها نتائج وأن هذه النتائج قد تكون سلبياتها ومصائبها وخيمة عليه.
ولسنا نبالغ- في زعمنا- أن ضحية هذه الزيجات غير المتكافئة - هم الأطفال بالدرجة الأولى - ذلكأن كثيرا من الحالات التي انتهت بالانفصال، أو موت الزوج، أو نحو ذلك، كان الأطفالفي الغالب يدفعون الثمن، فإن كانوا مع الأب - انحرموا من رؤية الأم لسنوات طويلة،لعدم وجود من يعطيهن تأشيرات دخول المملكة، ومن ثم يفقد الأطفال حنان الأم ورعايتها، مما يؤدي إلى مشكلات نفسية معقدة، وحالات غير سوية.
أما إن كانوامع الأم في بلدها دون الأب - تزداد معاناة الأطفال بمراحل، بدء بحرمانهم من التعليم، لعدم وجود وثائق رسمية، وبالتالي يتحولون إلى أجانب في بلد أمهم، يقيمونبطريقة غير نظامية. كذلك لا يجدون - غالبا - ما ينفق عليهم، ويتحمل مسؤوليتهم،وبالتالي يكونون عرضة للتشرد والانحراف والضياع.
ولا يعسر علينا - القول- إن الزواج من غير السعودية على المدى البعيد - كارثي على الأسرة، ويهدد استقرارها،ويثلم وحدتها، ومهما تّذرع البعض بأن نساء الخارج أجمل وأرخص، وخير النساء أيسرهن مؤونة، إلا أن فرصة نجاح مشروع الزواج واستمراره أقل بكثير من - زواج الداخل - وإن كانت نساء الداخل أقّل جمالا.
وعلى ذلك فإن الأمر يتطلب رؤى أكثر جذرية لا تمثل قضية الزواج من أجنبيات بالنسبة لها سوى جزئية يمكن أن تعتبر مجرد قطرة في بحر.. والمهم في النهاية هو العزيمة الصادقة لمحاربة المظاهرالسلبية التي نتصور وقوعها نتيجة الزواج من أجنبيات أيا كان مصدر هذه المظاهر.
فكلما تشابهت وتقاربت الثقافات والعادات والتقاليد كلما كان التفاهم أسهل.
ولذلك ينتج عن الزواج من الخارج أثار تنعكس سلبا على الأبناء تتلخص في التالي :
فقدان الهوية
نتيجة للزواج من أجنبيات اكتشفنا في الجمعية لرعاية الأسر السعودية بالخارج (أواصر ) أن الأبناء يعانون من فقدان الهوية مؤكداً أن معظم زيجات السعوديين من أجنبيات فاشلة. أنه إذا كان الدافع من الزواج هو الحب فربما يستمر لكن إذا كانت هناك دوافع مادية أو جسدية وغيرها فإن هذا الزواج مهدد بالفشل.
البحث عن الهوية من مرحلة المراهقة
الآثار السلبية على الأبناء :
إن أبناء الأجنبيات يبدأون في فترة المراهقة البحث عن هويتهم حيث يشعرون حينها بنقص الذات وعدم الاستقرار النفسي.
وهذا ما ينعكس سلباً على تحصيلهم الدراسي بحكم احساسهم بأزمة الثقة في النفس أمام الآخرين لدرجة أن تؤثر هذه العوامل على علاقة الأبناء بأهلهم وأسرهم ويمكن أن تصل الأمور إلى أن يلوم الأبناء آباءهم على زواجهم من أمهاتهم الأجنبيات حتى وإن لم يجهروا بذلك فإنهم يبطنونه في داخلهم
خلل واضح:
وان وجود العادات التي تدفع بالكثير من المواطنين إلى الزواج من أجنبيات ومنها غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج والمظاهر المصاحبة له كالإيجارات المرتفعة لصالات الأفراح وغيرها، إن هذه المظاهر السلبية تساهم أيضاً في ارتفاع نسبة العنوسه ما يتسبب في حدوث خلل واضح في المجتمع.ومن هذا الجانب إن الهدف الأساسي من الزواج من أجنبيات للكثيرين.هو الاستمتاع بالنسبة للرجل والمال بالنسبة للمرأة الأجنبية، خاصة في ظل الفارق الكبير في السن بين الزوجين وهو الأمر الشائع في أغلب الحالات، فلا يوجد تفكير ودراسة في ماهية الآثار السلبية المستقبلية على الأبناء نتيجة الزواج من أجنبيات
آثار نفسية وسلوكية
هناك آثاراً نفسية على الأبناء وأخرى سلوكية، وتتضمن الآثار النفسية :
· الخوف
· والقلق
· ضعف الثقة بالنفس،
· أما الآثار السلوكية فتتمثل في:
التصرفات العدوانية لأبناء الأجنبيات لاحساسهم بأنهم منبوذون من المجتمع.
وتتحول التصرفات العدوانية أحياناً إلى أعمال تخريبية تطال الممتلكات العامة. كما ينجرف بعض أبناء الأجنبيات إلى المخدرات والشذوذ والعادات السيئة علاوة على حالات التخلف العقلي الناجمة من الزواج غير المتكافئ.
لغة التواصل معدومة
هناك افرازات سلبية أخرى تتمثل في صعوبة التفاهم والتواصل مع الأمهات الأجنبيات في متابعةحالات أبنائهن في المدارس خاصة عند وفاة الآباء، بإن لغة التواصل تكون معدومة بحكم اللغة والتي ينعدم معها أيضاً الانتماء للوطن.
زيجات فاشلة
أن ابن الأجنبية يتولد لديهشعور بالنقص عندما يكبر ويتقدم للزواج مصطدماً بالرفض بسبب أصل أمه لذلك من الطبيعي أن نرى أغلب الزيجات من أجنبيات فاشلة.
الفصل الثالث
· السلبيات المترتبة على الزواج من الخارج
يعزو الكثير من الباحثين ذلك إلى عدة أسباب:
1 - غلاء المهور.
2- قلة المساكن المناسبة.
3- ارتفاع تكاليف الزواج.
4- تشدد أهل الفتاة في المواصفات المطلوبة في الزوج:( كالشهادة الجامعية, الراتب المناسب, الجذور العائلية..)
5- زهد تكلفة الزواج من امرأة من خارج بلاده.
سلبيات الزواج من الخارج وتأثيره على الداخل :
(1)انتشار العنوسة
العنوسة في السعودية:
جاء في إحصائية لوزارة التخطيط أن هناك حوالى "مليون ونصف" من العوانس في بلادنا أي بلغن سن 35 عاما ولم يتزوجن وأن منطقة مكة المكرمة في المقدمة بوجود 396 ألف فتاة عانس ثم منطقة الرياض بـ 327 الف فتاة ، والمنطقة الشرقية 228 ألف فتاة ثم تأتي بعد ذلك منطقة عسير فالمدينة المنورة وباقي مناطق المملكة، ثم هناك دراسة أخيرة تشير إلى أن وأن عدد المتزوجات في السعودية بلغ : مليونين و 638 ألف و 574 أنثى، من مجموع عدد الاناث البالغ أربعة ملايين و572 ألف أنثى و529 ألف و 418 فتاة.
ويقول الشيخ عبد الله الكثيري القاضي في المحاكم الشرعية إن عدد زواج السعوديين من فتيات غير سعوديات بلغ العام الماضي 1200 حالة, وقد سجلت مكة المكرمة أعلى نسبه عنوسة تليها الرياض ثم المنطقة الشرقية.
وأن عدد غير السعوديات اللاتي حصلن على الجنسية السعودية خلال الخمس سنوات الماضية 9000 زوجة. ونسبة زواج السعوديين من غير السعوديات في تزايد مستمر، بلغت في الآونة الأخيرة حدا غير مقبول.ومهما يكن من أمر التعليلات التي يذكرها البعض من يسر الزواج من خارج المملكة إلا أننا مقدمون خلال السنوات المقبلة على كوارث اجتماعية ليس لها أول من آخر. ذلك أن الزواج من غير السعوديات بالتجربة والممارسة كانت نتائجه في نهاية المطاف مأساوية على الأسرة بكل المقاييس.
ولسنا نغالي إذا ما قلنا إن مشروع الزواج من الخارج يحمل بين أعطافه بذور فشله، وسقوطه في مصيدة تناقضات الداخل مع الخارج في العادات والتقاليد والقيم والنظام الاجتماعي من جهة، ومن جهة أخرى القوانين والأنظمة والمذاهب المطبقة في كلتا الدولتين، أي إن اختلال هذا الزواج لأي سبب من الأسباب، سيدخل الزوج والزوجة والأطفال في دوامة ودهاليز الأنظمة المختلفة بين الداخل والخارج.
إذا ما أضفنا إلى ذلك أن أساس الزواج الناجح والمستمر - الحد الأدنى من التكافؤ والتناغم – بين الطرفين ماديا واجتماعيا وتعليميا وقيميا، ومن ثم الزواج من غير السعوديات يخرق هذه القاعدة رأسا على عقب،فكثير من حالات الزواج من غير السعوديات - تبين أنهن من مستويات اجتماعية وتعليمية ومادية متدنية، لا تحسن التعامل مع الزوج والتأدب معه،والإيفاء بحقوقه كاملة ، وهذا ينعكس بطبيعته على تربية الأولاد،حيث يتربون على مفاهيم وقيم وعادات وسلوكيات خاطئة، وغير ملائمة لطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه،هذا فضلا عن ضياع الهوية عند الأولاد، لكونهم مذبذبين بين ثقافة الأم وثقافة الأب،فتتشكل شخصياتهم على التناقض بين الثقافتين مما يحيلهم إلى شخصيات مهزوزة. أيا ماكان الأمر، فإننا نكاد نجزم أن كثيرا من حالات الزواج من غير السعوديات كانت مبنيةعلى مصلحة ظرفية لكلا الطرفين، ذلك أن الزوج يريد المتعة الوقتية، بأرخص الأسعار،وأبخس الأثمان، إذا ما أضفنا إلى ذلك الشكل الجميل الآسر الأخّاذ،دون التفكير بأبعاد هذه الخطوة على المدى البعيد، وما يترتب عليها من متاعب مادية ونظامية وقانونية، أما الطرف الآخر، أحسب أنها ترى هذا الزواج من الفرص النادرة في الحياة للاقتناص،.
والجنسية السعودية مغرية للحصول عليها، والإقامة في المملكة مرمى للكثيرين. أاعرف سعوديين بعد زواجهم من الخارج - اضطروا - لاستقدام أقارب زوجاتهم على حسابهم الخاص، وتحمّل إقامتهم فترات طويلة، إلى أن يجدوا العمل. المفارقة العجيبة، أن بعض الزوجات الأجنبيات، ماأن تحصل على الجنسية السعودية حتى تتغير في تصرفاتها وسلوكياتها مع الزوج، وتظهر لمظهر المجن، وتنعكس الأوضاع بينهم رأسا على عقب، وتلح على الانفصال، بعد الحصول على الجنسية، وتحسين وضعها المادي.
(2)الانفلات الأخلاقي
حث الشارع الحكيم على اختيار الزوجة الصالحة وهي ذات الدين كما جاء في الحديث -قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تنكح المرأة لأربع: لمالها , ولحسبها, ولجمالها , ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم.ولهذا يجب أن يضع في اعتباره قبل الاختيار, بيئة بعض الزوجات والتي تتميز بالانفلات الأخلاقي , مما سيكون مسبباً للطلاق، ولكن بعد ماذا؟
تحكي إحداهن عن أخيها (م) الذي بدأ حياته باكراً بالزواج من فتاة, من إحدى الدول العربية, وأسفر عن إدمانه على المخدرات, والتي كان يتناولها بصحبة أقاربها في بلدها, ومن ثم حدث الطلاق وأسفر عنه خمسة من البنات, قامت بتربيتهن والدته الكبيرة في السن, والتي سرعان ما توفيت كمداً على ابنها الذي أصبح عمره الآن 45 سنة , ويعيش مدمناً , منبوذاً, وحيداً.
(3)تذبذب نفسية الأبناء:
يعيش الأبناء في صراع بين هويتين , مختلفتين تحمل كل هويه في طياتها كمًّا من السلبيات والإيجابيات فيتذبذب الابن في أيهما يتبع, وعلى هدي من يسير؟! ومن الملاحظ غالباً طغيان هوية الأم على الأبناء سواء باللهجة, أو بالسلوك, مما يسبب عدم شعورهم بالاستقرار, أو الانغماس كليهٌ في المجتمع أما في حال انفصال الزوجين , فقد أجـرت جريدة الرياض تحقيقاً العدد (12800) عن معاناة المواطنين المنقطعين في الخارج من أمهات غير سعوديات بعد أن تركهم آباؤهم يعانون في الغربة دون الوقـوف معهـم, (كعدم ضمهم لجنسياتهم, وانقطاع الاتصال , عدم الإنفاق عليهم,....)
(4)الرفض الاجتماعي:
ويتمثل في رفض الزوجة الأخرى الاندماج في المجتمع الجديد, بكل تقاليده وعاداته , وإصرارها على الاحتفاظ بهويتها ومن طرف آخر تصطدم بقلة الترحيب من الأسر الخليجية, نظراً لعدم التمسك الديني والأخلاقي في بعض الجنسيات مما يفرض عليها نوعا ًمن العزلة والوحدة, وشعوراً بالخيبة والعجز على الزوج من جّراء زوجة مرفوضة اجتماعياً,,وبين عاطفة احترامه لنفسه .
(5)انعدام الثقة بين الزوجين:
نظراً لما تتميز به الزوجات الأخريات وخصوصاً الشرق آسوية أو الغربية من جمال ظاهري؛ كان هو الدافع الأساسي لاختيارها من قبل الزوج سرعان ما تساوره الظنون والشكوك , في ماضي زوجته , خاصة ما تتميز به بعض البيئات من اختلاط بين الجنسين في جميع المراحل التعليمية, والعملية, وسرعان ما تشتد ذروة هذه الشكوك مع إصرار الزوجة في قضائها للإجازات بقرب أهلها وبدلاً من أن يعمل جاهداً لحل المشكلة, إذ به يلجأ إلى أساليب معوّجة تنقذه مما يكابده من توتر وتأزم نفسي, من إدمان للخمر أو المخدرات أو الإصابة بمرض نفسي وفي ( مجلة اليمامة ,1769) هذه القصة, عن المهندس محمد عيد 39 عاماً, والذي تزوج بفتاة ألمانية وخلال خمس سنوات أنجب منها 3 أطفال, ثم فوجئ بعلاقة خاصة لزوجته مع شابين ألمانيين وعندما حاول محاسبتها على ذلك ردّت بأنهم أصدقاؤها منذ عهد بعيد حتى قبل أن تعرفه, وان هذا ليس جرماً في عرفها وتقاليدها وان كل صديقاتها هكذا ثم تساءل عن حكم الشرع في هؤلاء الأطفال, الذين يشك في انتسابهم له ولا يعرف إن كانوا أبناءه أم لا ؟
(6)ارتفاع نسبة المطلقات والأرامل المواطنات:
وفي تحقيق نشرته (مجلة حياة العدد 22) عن الطلاق إذ أن أعلى نسبة طلاق كانت في الشرقية تصل إلى 6 حالات من عشر حالات زواج, وحالة طلاق من كل حالتي زواج في الرياض, وتحدثت عن أسباب الطلاق غير الوجيهة والتي تدل على عدم الخلفية الثقافية بين الزوجين, وخاصة أن غالبيته يتم في السنة الأولى من الزواج مما يترك شريحة كبيرة من المطلقات الصغيرات في السن أما بالنسبة عن عدد الأرامل في المملكة , فقد حذّر إبراهيم الضبيعي في كتابه ( تعدد الزوجات ) من خطورة ارتفاع أعدادهن فقال : نتيجة لكثرة حوادث الطرق في المملكة , تشير الإحصائيات أن حوادث الطرق في المملكة عام 1417 بلغ24 ألف توفي منها 3آلاف رجل, وعلى هذه النسبة يكون عندنا بعد عشر سنوات ما يقارب 35 ألف أرملة!! هذا بالإضافة إلى من يترملن بسبب الأمراض والحروب والكوارث الطبيعية
الفصل الرابع
· الحلول والمقترحات
الحلول:
1- عدم المغالاة في المهور.
2- تشجيع الزيجات الجماعية.
3- إطلاق حملة توعوية في جميع وسائل الإعلام , لتسليط الضوء على الزواج من أجنبيات, وقد أجرت وزارة الداخلية السعودية دراسة اتضح فيها حدوث مشاكل , بعد الإقبال الذي لاحظته من المواطنين ( جريدة الرياض 12800)
(4) قيام جمعيات لتيسير الزواج , ففي مصر ( جمعيه تدعيم الأسرة ) وفي جدة ( جمعيه تيسير الزواج) بعناية الشيخ الغامدي, وفي القصيم توجد مجهودات فرديه للتوفيق بين الأزواج .
(5) العمل على نشر إيجابيات التعدد للزوجات.
(6) إلقاء الدروس والمحاضرات في الجامعات النسائية, في التشجيع على الزواج المبكر.
(7) حثّ رجال الأعمال على التبرع دعماً لتخفيف العبء على المقبلين على الزواج.
ولا يعني هذا عدم وجود بعض الإيجابيات للزواج من الأجنبية, لبعض الفئات من المجتمع, وتحت ظروف خاصة , قد لا تقبل المواطنة بهم ( كزواج الذي يعاني من بعض الأمـراض النفسية كالعته , والرهاب ,..) مع قبول الأجنبيات بوضعه رغبه منها في تحسين وضعها المادي, وزواج كبار السن الذين يحتاجون للرعاية, ورب العائلة صاحب الأطفال الفاقد لزوجته بالوفاة مثلاً.
حلول ومقترحات:
تسهيل أمور الزواج بتيسير المهور والتقليل من التكاليف ووضع ضوابط وتشريعات صارمة للحد من الإقبال علىالزواج من أجنبيات ومعالجة مشاكل كبار السن ممن توفيت زوجاتهم عن طريق توفير البيئةالمناسبة لهم للاقتران بنساء مواطنات سواء كُنّ أرامل أو مطلقات بشرط أن يكون هناكتقارب في السن.
فضلا عن هذا وذاك فإن التمادي في غلاء المهور وارتفاع تكاليف المعيشة واشتراطات الأهالي فيما يتعلق بمتطلبات الزواج تقففي الجانب الآخر لتعزيز هذه الظاهرة. كما هناك فئة كبيرة من الشبابالمواطنين حاليا لا يملكون سوى رواتبهمان الكثير منهم لديه وعيبالمشكلة، وأصبح العديد من الشباب يدرك ان الزواج من مواطنة يعني استقرار الأسرةوان الزواج من أجنبيات يعني في النهاية الفشل وضياع الأسرة والأبناء ويرجع أسباب فشل الزواج من أجنبيات إلى عدة عوامل منها اختلاف التقاليد والطباعوالفكر والتربية وأسلوب التعامل وربما العقائد بين الزوج المواطن والزوجة الأجنبية.
حيث يدرك الشاب المواطن بعد فترة من الزواج ان تلك الزوجة تخرج عن الأطر والتقاليد والعادات التي نشأ وتربى عليها وبالتالي يكون الانفصال والطلاق هما نهاية المطاف.