المقدمة
لقد مارس الإنسان العنف والقوة منذ زمن بعيد للحصول على المال والسطوة ، وقد مورس العنف دائماً على العناصر الضعيفة من البشر من قبل الأغنياء على الفقراء مثلاً , والأحرار على العبيد وعلى النساء والأطفال ، وقد بقيت المجتمعات البشرية تعاني من هذه المشكلة قرون طويلة . لقد تطورت المجتمعات البشرية وساعدت التكنولوجيا الحديثة والمخترعات العلمية على بناء هذا التطور والإسراع فيه ، لكن التطور التكنولوجي صاحبـه دائماً الانحلال الاجتماعي وانفصام الأواصر الأسرية ، وأدى تعقد الحياة اليومية وسرعتها وشدة الزخم الموجود والإرهاق إلى التفكير بما يعادل هذه السرعة والإرهاق الحاصلين على الإنسان بدنياً وسيكولوجيا والالتفات إلى استخدام وسائل مخفِفة لهذا الزخم ومُزيلة للتشنج الحاصل على جسد الإنسان وروحه، وكثيرا ما كانت هذه الوسائل هي تدمير القيم الإنسانية الصحيحة وتنمية قيم بديلة سهلة وممتعه تساعد على نسيان ضغط الحياة اليومية وصعوباتها.
يتناول هذا البحث موضوع الإهمال كشكل من أشكال العنف الأسري ، حيث انتشرت ظاهرة العنف في معظم المجتمعات، وتعرضت مجتمعاتنا العربية والخليجية لتغيرات وظروف شملت مختلف جوانب الحياة فيها. وقد حدثت هذه التغيرات بصورة متسارعة، خاصة مع عمليات التأثر الخارجي التي استحدثتها وسائل الاتصال، مما جعل المجتمع يحاول مواكبة هذا التغير السريع، في حين فرضت هذه التغيرات على الأسرة التكيف السريع مع ما تحمله معها من متطلبات ، وما تقتضيه احتياجات أفرادها في ظل هذا التغير، مما يستلزم تغيير توجهات وأنشطة الأسرة لتحقيق هذا التكيف. إلا أن السرعة التي تتم بها هذه التحولات لم تتح للمجتمع والأسرة مجالاً كافياً للتحكم والضبط مما نتج عنه ظهور المشكلات داخل الأسرة ومن ثم داخل المجتمع.
الفصل الأول
مفهوم العنف الأسري وأسبابه
مفهوم العنف:
يفرق الباحثون بين العنف وغيره من المفاهيم كالإيذاء والإساءة والضرب والعدوان، وغيرها من المصطلحات التي توضح ظاهرة الاعتداء على الآخرين وتشرحها، لهذا لا يمكن أن نجد تعريفاً متفقاً عليه بين الباحثين في هذا الموضوع، أو لعل العامل الرئيسي والحاسم في تحديد العنف هو ظهور أو حدوث الضرر والأذى، وتاريخياً كان العنف يحدد على أنه أفعال غرضيه تؤدي إلى محاولات أو إحداث أضرار جسيمة، ويستخدم العنف أحيانا مرادفاً لمصطلح العدوان للدلالة على كل فعل يقوم به أحد أفراد الأسرة بقصد إيذاء فرد من أفرادها، والإيذاء هنا ليس إيذاءً بدنياً فقط، وأنما قد يشمل الحرمان المادي والحرمان النفسي والعاطفي.(1)
فالعنف هو سلوك مشوب بالقسوة والعدوان والقهر والإكراه. وهو سلوك بعيد عن التحضر والمدنية، تحركه الدوافع العدوانية، والطاقات الجسمية، ويضر بالأشخاص أو ممتلكاتهم.(2)
مفهوم العنف الأسري:
يعرف العنف الأسري على إنه أي اعتداء أو إساءة حسية أو معنوية أو جنسية أو بدنية أو نفسية من أحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو العاملين في نطاق الأسرة تجاه فرد أخر وعلى وجه الخصوص الزوجة والأطفال والمسنين والخدم يكون فيه تهديد لحياة الفرد وصحته (البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية) وماله وعرضه.(3)
تعريف العنف الأسري من منظور تجارب الضحايا:
العنف الأسري هو نسق من الأفعال أو التهديدات الإيذائية القاصدة والمتواصلة المتنامية تقع ضحية لها النساء بصورة غالبة، ويتأثر بها سلباً الأطفال في سياق علائقي بين المعنف والمعنفة.
ويشمل وضعيات الحياة الزوجية والخطوبة وحالات ما بعد الطلاق والوضعيات القرابية بما في ذلك وضعيات النساء المسنات.
وبه يسعى المعنف لبسط السيطرة والتحكم في المرأة المعنفة عن طريق تلك الأفعال والتهديدات الايذائية على المستويات الجسدية والجنسية والنفسية والاقتصادية، والأفعال المسببة للعزل الاجتماعي والإهمال والحرمان.
أسباب العنف الأسري:
من أجل فهم أي مشكلة اجتماعية بالشكل السليم لابد من فهم أسباب حدوثها، حيث إنه دون معرفة الأسباب لا يمكن علاج المشكلة، وبالنظر إلى أسباب العنف الأسري نجد أنها كثيرة ومتشعبة، واختلف بعض الباحثين والمؤلفين في رصدها وتصنيفها.ولقد اختلفت طرق الباحثين وأساليبهم في هذه الأسباب. فمنهم من أهتم بالأسباب الشخصية والذاتية، ومنهم من ركز على العوامل البيئية في حين أن البعض ركز على العوامل الاجتماعية والنفسية. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الباحثين يعتقدون بوجود عوامل بيولوجية هرمونية تدفع البعض إلى ارتكاب العنف.
وعلى الرغم من الاهتمام الكبير بهذه الأسباب ورصدها وتحديدها بشكل جيد تبقى عملية ارتكاب العنف داخل الأسرة عملية يكتنفها الغموض ويبقى جزء منها على الأقل دون تفسير واضح، حيث تعجز جميع هذه الأسباب عن تفسير العنف، ومما يقودنا إلى القول أن هناك أسبابا أخرى غير معروفه حتى الآن.
وقبل أن نقوم باستعراض الأسباب المؤدية إلى العنف تجدر الإشارة إلى أن العنف الأسري وإساءة المعاملة لا يمكن تفسيرها من خلال سبب واحد، فقد يكون هناك أكثر من سبب، وقد تكون هذه الأسباب متداخلة ولها تأثير متبادل كما أنه قد يكون هناك أسباب أخرى لم يتم معرفتها حتى الآن.الأمر الذي يقودنا إلى القول بأهمية البحث المستمر في الأسباب الاجتماعية والنفسية لظاهرة العنف الأسري.
أولاً/ الأسباب الذاتية:
- أسباب فسيولوجية.
- استخدام الكحول والمخدرات: يعد تعاطي الكحول والمخدرات وإدمانها من الأسباب الرئيسية في ارتكاب العنف. ولقد أثبتت الدراسات المهتمة بالسلوك العدواني أنه مرتبط بتعاطي الكحول والمخدرات بشكل كبير. أما بخصوص العنف الأسري فلقد توصل بعض الباحثين إلى ارتباطه بشكل كبير بالعنف البدني أكثر من غيره من أنواع العنف. ويسهم استخدام الكحول بشكل مباشر في العنف الجنسي، أو الاعتداءات الجنسية.
- المرض النفسي واعتلال الشخصية: يعد المرض النفسي من أقدم الأسباب التي لجأت إليها المجتمعات لتفسير العنف الأسري ، وتوصلت كثير من الدراسات إلى أن المرض النفسي واعتلال الشخصية لها ارتباط وثيق بالاعتداء على أفراد الأسرة بالضرب.
ثانياً/ الأسباب الثقافية:
- الاعتقاد الخاطئ بأن الرجولة والعنفوان والمكانة الاجتماعية تقتضي العنف والتسلط.
- نقص الوعي الديني بالتعليمات الإسلامية.
- النظرة الدونية للمرأة من قبل بعض الرجال.
ثالثاً/ الأسباب الاجتماعية والبيئية:
- الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.
- الإحباط.
- غياب الرادع الديني والأخلاقي.
- تعدد الزوجات.
- كبر حجم الأسرة.
- الزواج غير المتكافئ.
- أشكال أخرى للزواج: بالنظر إلى المجتمع السعودي نجد أن هناك عادات وأعرافاً ترتبط بالزواج، وتنتشر في المجتمع السعودي بشكل كبير، فزواج الأقارب وما يحمله من مجاملة من طرفي الزواج قد ينتج عنه تنازلات كثيرة بسبب القرابة، فقد يوافق أحد أطراف الزواج على إتمامه لمجرد القرابة وإرضاء الأهل. وهناك أيضاً زواج الإكراه، فرغم ندرته، إلا أننا لا نستطيع نفيه. لقد كان سائداً في الماضي إلزام الفتاة بالزواج، أو حتى تزويجها دون أخذ رأيها، فالأب هو الذي يختار الزوج لابنته. أما فيما يختص بالزواج القبلي، وتفضيل أن يكون الزوج من نفس القبيلة فهو يقلل من فرص التكافؤ في الزواج.
رابعاً/ أسباب أخرى للعنف:
رغم الحديث عن الأسباب المؤديه للعنف بشكل عام، إلا أن هناك أسبابا قد تحمل صفة الخصوصية، أو مقصورة على فئة أو مجتمع معين. والعنف ليس مقصوراً على الزوج أو الأب أو الأم، فهو يحدث أحياناً من قبل المراهقين والأولاد الذكور ضد إخوانهم وأخواتهم، وهو أمر مألوف في بعض الأسر السعودية، ولذلك قد يكون هناك أسباب خاصة تؤدي إلى لجوء الشباب والمراهقين إلى العنف داخل الأسرة، ومن أهمها:
1- اختلال البناء الأسري وانعدام التوجيه السليم
2- إعداد الابن الأكبر للقيام بمهمات الأب.
3- التفرقة المبنية على الجنس.
4- تسامح الأسرة مع العنف.
5- البحث عن الإحساس بالرجولة.
6- الفقر والبطالة والتحيز الاجتماعي والتفرقة العنصرية السائدة في المجتمع.
7- الثقافة القبلية أو الثقافة البدوية التي تكون متسامحة مع العنف ضد النساء والأطفال.
8- التعبير عن الامتعاض من الوالدين.
9- اهتمام بعض المراهقين بإخوانهم وأخواتهم ربما يؤدي إلى كثرة الاحتكاك والصراع وسوء الفهم.
الفصل الثاني
· الإهمال الأسري
· العنف ضد الخدم
الإهمال الأسري:
العنف الأسري يتدرج من العنف البدني الذي قد يكون على شكل ضرب مباشر قد يصل بالضحية إلى الموت، إلى مجرد الإهمال المقصود أو غير المقصود الذي يتردد البعض في عدّه شكلاً من أشكال إساءة المعاملة الأسرية. والإهمال قد يكون إهمالا وتقصيراً متعمداً، وقد يكون إهمالاً غير مقصود وقد يكون إهمالاً في الحاجات الأساسية، كعدم أخذ الطفل إلى المستشفى عند إصابته بارتفاع شديد في الحرارة قد يودي بحياته، أو عدم تمكين أحد أفراد الأسرة من الذهاب إلى المستشفى لأي سبب، وقد يكون إهمالاً في أمور أخرى أقل خطورة.
وقبل الحديث عن الإهمال وتعريفه وأسبابه والنتائج المترتبة عليه نشير إلى أن الإهمال بشكل عام والإهمال الأسري من أكثر المفاهيم الأسرية جدلية وغموضاً. فلم يكن إهمال الحاجات الأساسية لأفراد الأسرة يعد مشكلة اجتماعية تستحق الانتباه في الماضي، حيث أن التصرفات الأسرية ينظر إليها على أنها أمر خاص يحسن عدم التدخل فيه. وكما هو الحال في الكثير من القضايا الاجتماعية الحساسة، ظهرت مشكلة الإهمال بوصفها إحدى القضايا الاجتماعية البارزة في أواخر القرن العشرين، وحظيت بالكثير من الاهتمام والبحث والدراسة. إلا أن الملاحظ عالمياً أن هناك أشكالاً كثيرة من الإصابات البدنية والاعتلال والمرض تصيب الأطفال بسبب الإهمال من قبل الآباء والأمهات، ومن يفترض أنهم يقدمون الرعاية والاهتمام للأسرة، وبمعنى آخر، فأن هذه الإصابات والأمراض لم تكن لتحث لولا الإهمال وعدم الاهتمام من قبل المحيطين بالطفل. ويمكن اعتبار الأطفال أكثر ضحايا الإهمال، وذلك لكونهم يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام ولأنهم الحلقة الأضعف داخل الأسرة، ولا يمكن لهم العيش بشكل اعتيادي دون اهتمام من الكبار. ويرتبط الإهمال بدرجة وعي المجتمع بخطورته والآثار المترتبة عليه.
ويضيف الكثير من المهتمين بالعنف الأسري الإهمال بوصفه أحد الأشكال الرئيسة عند الحديث عن العنف الأسري بشكل عام، ويتم الحديث عنه باستخدام مصطلح " إهمال الأطفال". ويتنوع هذا الإهمال بحسب أنواع العنف الأسري، ويتفرع منه الإهمال البدني والعاطفي والنفسي والصحي وغير ذلك من المشكلات التي تحدث للأطفال. وقد لا يكون الإهمال مقصوراً على الأطفال، رغم أنهم أكثر المتضررين منه، فقد يؤثر على الزوجات والمسنين والمعاقين وفئات أخرى داخل الأسرة.
الفئات الأكثر عرضة للإهمال:
1- الأطفال بشكل عام هم الأكثر ضحايا لهذا النوع من العنف، نظراً إلى كونهم العنصر الأضعف في الأسرة، ويحتاجون إلى الرعاية والاهتمام من قبل الوالدين، وليس بمقدورهم الاعتماد على أنفسهم، ولذلك فإنهم قد يكونون عرضه للإهمال بكل أشكاله.
2- الزوجات والنساء ربما يجدن أنفسهن عرضة للإهمال النفسي والعاطفي، وعدم الاهتمام من قبل أفراد الأسرة. ويزداد هذا الإهمال كلما زاد اعتماد المرأة على أفراد الأسرة الآخرين في قضاء حاجاتها الأساسية، كما هو الحال في المجتمع السعودي.
3- المسنون: يمكن أن يكونوا عرضة للإهمال أكثر من غيرهم من أفراد الأسرة، وذلك بسبب حاجاتهم المستمرة إلى الرعاية والاهتمام المباشر وتقديم المساعدة.
4- العجزة والمعاقون والفئات الخاصة يتعرضون للإهمال الأسري نظراً إلى حاجتهم الشديدة إلى العناية المكثفة والمستمرة من قبل أفراد الأسرة الذين قد لا يكون بمقدورهم تقديم المساعدة المطلوبة، ويأتي ذلك متزامناً مع ندرة الخدمات المجتمعية الخاصة بهذه الفئات.
5- أفراد الأسرة الذين يعانون من تعدد الزوجات: فمن المعروف أن تعدد الزوجات قد يؤدي إلى الإهمال من قبل الأب وخصوصاً إذا كانوا أطفال قاصرين فأنهم يكونون في حاجة مستمرة إلى وجود الأب بشكل دائم.(4)
إهمال الأبناء: يعني أن يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب، وقد ينتهج الوالدين أو احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر.
فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي إلا بعد أن ينام الأولاد، والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات أو الهاتف أو على الانترنت أو التلفزيون وتهمل أبناءها، وربما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور، والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلباً على نموهم النفسي، ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل، فمثلاً عندما يقدم الطفل للأم عملاً قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة، كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في أحد المواد الدراسية لا يكافأ مادياً ولا معنوياً، بينما أن حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه، وهذا بلا شك يحرم الطفل من حاجته إلى الإحساس بالنجاح ومع تكرا ر ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم، وعندما يكبر الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه.
وهذا يفسر بلا شك هروب بعض الأبناء من المنزل إلى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضرراً على الطفل في سنين حياته الأولى بإهماله، وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه عن القيام بإشباع تلك الحاجات.
ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف أو الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.
فالأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه، بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ولكن يبقى وتتشكل شخصية الطفل خلال الخمس السنوات الخمس الأولى أي في الأسرة لذا كان من الضروري أن تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحيحة التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شاباً واثقاً من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع.
وتتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل أما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لأتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات أو لحرمان الأب أو الأم من اتجاه معين في طفولتها فالأب عندما يحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس بعض الآباء يريد أن يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم.(5)
نماذج لصور الإهمال الأسري:
· إهمال الحاجات البدنية: رفض رعاية الطفل، كالتخلي عنه أو طرده أو الإشراف غير الملائم عليه، أو أهماله البدني كإهمال تغذيته أو العناية بملابسه أو جعله يعيش في الفقر والعوز.
· إهمال الحاجات التنموية والتطورية والعاطفية: بمعنى تعريض الطفل للإهمال والإيذاء المستمرين وحرمانه من إمكانية تطوير نفسه فكرياً وعاطفياً مما قد يدفعه إلى الجنوح أو تعاطي المخدرات منذ نعومة أظفاره.
· إهمال الحاجات العلاجية: من خلال رفض توفير الرعاية الصحية التي يحتاجها الطفل أو عدم تشخيص أمراضه أو عرضه على الأطباء بحيث يتعرض الطفل لأمراض خطيرة.
· إهمال الحاجات التعليمية: وذلك بعدم إتاحة الفرص التعليمية المستمرة والمنظمة للطفل أو إهمال تسجيله في المدرسة أو العمل على غيابه عنها بشكل متكرر مع عدم وجود أسباب داعية لذلك.
· أشكال أخرى من الإيذاء: مثل الاعتداء البدني، أو السجن في مكان ضيق أو الاعتداء اللفظي عليه أو الحرمان العاطفي أو أشكال العقاب المفرط أو المعاملة المؤذية جسدياً أو استغلاله بأي شكل من أشكال الاستغلال.(6)
إهمال الأب وتخليه عن مسؤولية تربية الأبناء:
تتمثل هذه المشكلة في التخلي التام، أو التخلي الجزئي للأب عن المهمات المتعلقة به فيما يتصل برعاية الأولاد وإلقاء المسؤولية في ذلك على الأم. ويتفاوت موقف الآباء الواقعين في هذه المشكلة فمنهم من يتخلى بصوره كاملة فلا يعلم عن أولاده شيئاً، ومنهم من يتخلى عن بعض الأدوار المهمة والتي تفترض طبيعتها أن يتولاها هو، فيحيلها على الأم أو تضطر هي للقيام بها.
ومن مظاهر وجود هذه المشكلة في الحياة الزوجية:
- عدم اعتناء الأب بأمر أولاده بالصلاة، أو متابعتهم في ذلك، سواء أكان هو مقصراً ومفرطاً في الصلاة، أم كان يؤديها لكن يترك مسؤولية إيقاظ الأولاد ومتابعتهم في ذلك على الأم.
- عدم متابعة سلوكيات الأبناء في الحي وعلاقاتهم بالآخرين ومشكلاتهم.
- قلة لقاء الأب بأولاده لكثرة غيابه عن المنزل.
- عدم مجيْ الأب للمنزل أصلاً، وذلك يحصل ممن هو متزوج من زوجة أخرى، أو من هو كثير الأسفار.
- إهمال المتابعة الدراسية للأولاد سواء ما يتصل بالتعرف على مستوياتهم الدراسية، أو مساعدتهم في الامتحانات والواجبات، أو متابعة أوضاعهم مع المدارس.
- إهمال مشكلات الأولاد الصحية، واحتياجاتهم الأخرى في شؤون الحياة.
وتنشأ هذه المشكلة نتيجة عدد من العوامل أهمها:
- الإهمال في شخصية الأب، فبعض الرجال يتسم باللامبالاة، ويتضح ذلك حتى في حياته الشخصية فهو يتأخر في إنجاز كثير من مصالحه وأموره، فضلا عن أمور أسرته.
- تصور بعض الأزواج أن الهدايه والصلاح بيد الله عز وجل دون بذل الأسباب المؤدية إلى الاستقامة، وقلة الوعي بمسؤولية الإنسان عن إصلاح نفسه وأهله.
- ضعف تدين الزوج أو انحرافه، وهذا يؤدي في الغالب إلى إهمال ما يتصل بتدين أولاده، كما أن ضعف تدين الزوج كثيراً ما يقود إلى الإهمال في حياته الخاصة، ويؤثر على استشعاره المسؤولية تجاه بيته وزوجته و أولاده.
- قوة شخصية الزوجة وقيامها بكل شي، مما يبرمج الزوج على الأتكاليه وغياب دوره الأبوي.
- ضعف قدرات الزوج، وصعوبة المتابعة، فبعض الأزواج يعاني من ضعف قدراته على التواصل مع الآخرين، أو قدرته على حل المشكلات المتصلة بأولاده، وحين يفشل في حل بعض المشكلات، أو يعاني من ضعف تجاوب أولاده يصيبه اليأس ويستسلم ويترك الأمر للزوجة.
- تعدد الزوجات وكثرة الأبناء، مما يجعل الزوج غير قادر على متابعة الأبناء وتلبية طلبات الزوجات وأبنائهن، أو اهتمامه بإحدى زوجاته وأولادها دون الأخرى.
- بخل الزوج وسوء خلقه أو انحرافه أو سوء تعامله، مما يجعل الزوجة تتجنب طلب أي شي منه أو حتى مناقشته في الاحتياجات المادية للأسرة.
- تقليد الأصدقاء الذين يشجعونه على ذلك و محاكاته لهم، وقد يسخرون من قيامه بواجباته تجاه الزوجة أو الأولاد.
- كثرة السفر لحاجة أو دون حاجة، حيث تتطلب بعض الوظائف والأعمال كثرة السفر من بلد لآخر، أو أن يكون الزوج ممن اعتادوا السفر للسياحة أو مسايرة الأصدقاء في ذلك.
ومن الآثار السلبية لمشكلة إهمال الأبناء:
- تعرض الأولاد للانحراف، فالعوامل التي قد تقود للانحراف لا يخلو منها أي مجتمع وحين تضعف متابعة الأب لأولاده فسيكونون عرضة لأصحاب السوء، وغياب المتابعة يقلل من فرص اكتشاف بوادر الانحراف في بدايتها مما يزيد من تعقيد محاولة علاجها.
- شعور الأولاد أن ذلك فرصة للتخفف من المتابعة، فالأولاد في مراحل عديدة من عمرهم يحبون التمرد على الضوابط والقيود، والانطلاق بحرية كما يشاؤون، وحين يشعرون بقلة المتابعة يصبحون أكثر جرأة على الوقوع في المخالفات والانحرافات أو الإهمال في شؤون حياتهم.
- رغم أن الأولاد يحبون الانطلاق والحرية، ويفرحون بالتخفف من المتابعة، إلا أن ذلك يشعرهم بهامشيتهم وقلة قيمتهم عند والديهم، إنهم يرون الآخرين يأتون للمدرسة مع آبائهم، ويرون الآباء يزورون المدرسة ويسألون عن أولادهم بينما آباؤهم لا يعلمون عنهم شيئاً.
- التربية السوية إنما تقوم على أساس الأسرة المتكاملة، التي يؤدي فيها كل من الأب والأم الدور المنوط بهما، ولكل من الأبوين قدرات وخصائص لا توجد في الآخر، هذه القدرات والخصائص ينشأ عنها اختلاف في المهمات والأدوار، وحين يهمل الأب شؤون أولاده يعيش الأولاد تحت تربية الأم ورعايتها وحدها.(7)
الإهمال الأسري سبب رئيسي في انحراف أبناءنا الطلاب:
تقوم المدرسة بوصفها مؤسسة اجتماعية تربوية هامة بدور بارز في تربية وتعليم أبنائنا الطلاب وتعويدهم السلوكيات التربوية السليمة، إلا أنها لا تستطيع وحدها القيام بالدور التربوي المطلوب ما لم تؤدي الأسرة هي الأخرى دورها بجانب المدرسة، حيث أن الأسرة إذا لم تكمل دور المدرسة فأن ذلك سيؤدي إلى انحراف الأبناء لا سمح الله، هذا بالإضافة إلى ضياع مستقبلهم الدراسي والوظيفي، إن ما يلاحظ على كثير من الأبناء وخصوصاً في عصرنا الحالي وجود نواحي من القصور نتيجة الإهمال وتتمثل فيا يلي:
- ضعف في التحصيل الدراسي.
- إهمال في أداء واجبات ومتطلبات المدرسة.
- جهل بكيفية التعامل والتكيف مع الآخرين من زملاء أو معلمين.
- ظهور بعض السلوكيات والتصرفات الخاطئة أو غير المرغوبة.
ولكي نضمن سير أبنائنا في دراستهم سيرا ًحسناً وعدم تأخرهم أو ضعفهم وتمسكهم بالأخلاق العالية و وقايتهم من الانحراف لابد من إتخاذ الخطوات التالية:
- متابعتهم المستمرة من قبل الوالدين في المنزل والمدرسة والسؤال عنهم أو التشجيع المستمر لهم على المثابرة والنجاح والتفوق.
- معرفة من يجالسون ويرافقون من أصدقاء وهل هم صالحون أم فاسدون
- قضاء وقت كاف معهم خصوصاً من قبل الوالد بأن يخصص جزء من يومه يمضيه معهم وأن تيسر الأمر مرافقة الابن لأبية وقضاء بعض المهام معه.
- محاولة فهم الابن من قبل الأسرة والاستماع لآرائه أو شكواه ومشاكله وما يعانيه ومساعدته في تجاوزها.(8)
غياب الزوج عن البيت والسهر خارج المنزل:
من المشكلات التي تعاني منها البيوت، ويكثر الاسترشاد عن حلول لها، مشكلة غياب الزوج غالب الوقت بعد العمل خارج البيت، ويشمل سهر الزوج ليلاً، أو غيابه خلال العطل الأسبوعية خارج المنزل، دون حاجه أو ضرورة.
وهذا الغياب يشمل الخروج المتكرر من المنزل سواء في أوقات النهار أو الليل، ويتأكد ذلك في أوقات المساء، الذي هو طبيعة السكن والراحة، كما قال سبحانهوتعالى:" وجعلنا الليل لباساً. وجعلنا النهار معاشاً" (النبأ 10-11).
إذا الليل هو السكن، وهو الوقت الذي يلجأ فيه أفراد الأسرة للالتقاء والاجتماع بعد أن انتشروا خلال النهار، لطلب المعاش والمصلحة، سواء أكان ذلك في عمل وكسب أم في دراسة وطلب علم ونحوه، ولكن ما يكدر ذلك غياب رب الأسرة عن هذا الاجتماع، الذي تكتنفه المودة والمحبة، فكيف إذا كان هذا الغياب لغير أمر ضروري أو حاجة ملحه، بل لأمر ثانوي قد يكون سببه الأنانية والانعزال، تاركاً الزوجة تصارع الوحدة والمعاناة، بعد طول تلهف وانتظار لزوجها، لتبثه همومها وآمالها، ومشكلات أبنائها ومطالبهم، ويزيد الأمر قسوة، حين تكون الزوجة لوحدها في المنزل.
وتعد مشكلة سهر الأزواج خارج المنزل، معظم ليالي الأسبوع وحتى ساعات متأخرة من الليل، المنغص الحقيقي للعديد من الزوجات، حيث يؤدي ذلك إلى العديد من المشكلات، والتي عادة لا تنتهي بعودة الزوج إلى المنزل، والواقع يقول إن معظم الأزواج الذين يخرجون للسهر في المنتزهات والاستراحات مع الأصدقاء، بشكل شبه يومي، يكرهون من نسائهم السؤال التقليدي: أين كنت؟ لاعتقادهم أن كل واحد منهم حر في تصرفاته، وليس للمرأة حق في السؤال عن سبب تأخره وسهره خارج المنزل، ولا حتى الشكوى من هذه الحال ومن نسيانه لأسرته خلال غيابه. ومنهم من يدعوا أصحابه للسهر في منزله أيام الإجازة الأسبوعية، فيثقل كاهل زوجته بإعداد أنواع الطعام والشراب للضيوف الذين يبقون إلى ساعة متأخرة، بدلا من أن تكون الإجازة يوم راحة لها، تسمع فيه على الأقل كلمة شكر على جهدها وتعبها طوال الأسبوع. قال رسول الله صلى الله علية وسلم" الرجل راعٍ في أهله و مسـؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة عن رعيتها " رواه البخاري ومسلم.
ويمكن تعريف مشكلة غياب الزوج بأنه الخروج المتكرر من المنزل، والسهر وتأخير وقت النوم خارج المنزل، إلى ساعات متأخرة من الليل، دون ضرورة.
مظاهر هذه المشكلة:
1- التبرم والتأفف بصورة مباشرة من قبل الزوجة والأبناء من وجود الزوج خارج المنزل.
2- السهر إلى ساعات متأخرة خارج المنزل.
3- كثرة السفر دون حاجة.
4- التبرم دوماً من صخب الأبناء والتهديد بالخروج من المنزل.
5- الثورة من أدنى مشكلة والخروج من المنزل.
6- التغيب عن المنزل بحجة التكليف من جهة العمل وربما كان والواقع بخلاف ذلك.
7- محاولة الانشغال المستمر عن المنزل في الأوقات المسائية.
8- الإحساس بالانسجام مع الأصدقاء والشلة أكثر من البقاء مع الزوجة والأبناء.
9- المسارعة في الخروج مع صديق بمجرد تلقي الزوج اتصالاً هاتفياً.
ومن العوامل التي تسهم في ظهور مشكلة غياب الزوج عن المنزل:
- الأنانية التي يتصف بها الزوج، واقتصار الترفيه على ذاته دون زوجته وأبنائه.
- شخصية الزوج المتميزة بسرعة الانفعال والعصبية، فيهرب من المنزل لئلا تتطور المشكلات لمشكلات أعظم فيتخذ مغادرة المنزل أسهل الحلول.
- عدم قدرة الزوج على تغيير نمط حياة العزوبية بعد الزواج، والمتمثلة بالسهر والرحلات البرية والخارجية بصورة متكررة.
- كراهية الزوجة لسبب أو لآخر، مع عدم القدرة على مفارقتها لأسباب معينة.
- استهتار الزوج بالحياة الأسرية، وعدم مراعاة شعور الزوجة أو الأولاد.
- ضعف شخصية الزوج، وإحساسه بأنه غير مسيطر على زوجته وبالتالي على أولاده.
- الدخول مع الزوجة في المشاحنات الكلامية وكثرة الشقاق والنزاع.
- فقدان القدرة الجنسية لدى الرجل، فهناك علاقة بين القدرة الجنسية والشعور بالارتياح والأمان في الحياة الزوجية.
- رتابة الحياة الأسرية داخل المنزل، وعدم التجديد والتغير والإبداع.
- سوء تعامل الزوجة مع زوجها، مما يجعله ينفر من المنزل.
الآثار السلبية لمشكلة غياب الزوج عن المنزل:
- كثرة الشقاق والنزاع بين الزوجين.
- اتهام متبادل بالتقصير، وعدم مراعاة شعور الطرف الآخر وتقدير ظروفه.
- التقصير في تربية الأبناء ولاسيما الذكور.
- تشرد الأبناء وانحرافهم، وتهرب الوالدين من مسؤوليتهم, وإلقاء التبعية في ذلك على الطرف الآخر.
- تقصير أحد الطرفين تجاه الآخر، قد يؤدي للخيانة الزوجية بمستوياتها المختلفة.
- ذهاب المودة والرحمة والسكن من الحياة الزوجية، والشعور بالتعاسة والحرمان.
- قيام الزوجة بانتقاد الأب أمام أولاده.
- رسم صورة سيئة عن زوج المستقبل لدى البنات من خلال تصرف والدهم كأنموذج.
- تعريض الزوجة للفتن المختلفة.
- النظرة الدونية من قبل الأولاد لأبيهم.
- تكاسل الزوج عن صلاة الفجر جماعة.
- قلة البركة وضعف الإنتاجية الوظيفية لدى الزوج. (9)
إهمال الزوج لاحتياجات الزوجة النفسية والاجتماعية والجنسية:
تعني مشكلة عدم تفهم الزوج لاحتياجات الزوجة النفسية والاجتماعية والجنسية بأن هناك نقصاً في وعي الزوج وعدم معرفته لاحتياجات الزوجة، مما ينتج عنه إهمال وتجاهل تلك الاحتياجات وعدم الاهتمام بها. وتعد مشكلة عدم تفهم الزوج لاحتياجات الزوجة أكثر المشكلات انتشاراً في الحياة الزوجية في الآونة الأخيرة، وهي التي ينجم عنها مشكلات أسرية أكثر صعوبة مثل الطلاق والانفصال الأسري، وقد تنتج هذه المشكلة عن تهاون الزوج في تلبية احتياجات زوجته، وترجع مشكلة عدم تفهم الزوج لاحتياجات زوجته للعديد من العوامل والأسباب سواء أكانت عوامل ذاتية تتصل بالزوج نفسه أم عوامل بيئية تتصل بالبيئة الأسرية التي يعيش فيها الزوجان أو البيئة الخارجية المتمثلة في الأهل والأصدقاء كما أن عدم تفهم الزوج لاحتياجات الزوجة النفسية والاجتماعية والجنسية بين الزوجين يؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر بها.
وتتبلور مظاهر عدم تفهم الزوج لاحتياجات الزوجة في ثلاثة مظاهر أساسية وهي:
(1) المظاهر الاجتماعية:
· سوء معاملة الزوج للزوجة.
· الخلافات والنزاعات المستمرة بين الزوج والزوجة.
· سوء علاقة الزوج بأهل الزوجة والذي يؤدي إلى تفاقم المشكلات الأسرية.
· ترك الزوج للمنزل لفترات طويلة.
· عدم موافقة الزوج على مواصلة الزوجة لتعليمها أو التحاقها بالعمل.
· عدم استماع الزوج للزوجة، وعدم احترامه لحديثها أمام الآخرين.
· تدخل أهل الزوج والزوجة في أمور الحياة الزوجية.
· عدم موافقة الزوج على أن يكون للزوجة ذمة مالية.
(2) المظاهر النفسية:
· استهزاء الزوج بمشاعر الزوجة وأحاسيسها والسخرية منها.
· إهمال الزوج المستمر لزوجته.
· عدم تقدير الزوج لمتاعب الزوجة.
· عدم اهتمام الزوج بمشكلات زوجته.
· التعامل بعصبية وعنف وقسوة شديدة مع الزوجة.
· عدم مراعاة الزوج للظروف النفسية التي تمر بها الزوجة(مثل مراحل الحمل والدورة الشهرية ومراحل النفاس)
· الانعزال والانطواء على الذات.
(3) المظاهر الجنسية:
· رفض الزوج النوم مع زوجته في غرفة النوم، وكثرة مبيتة خارج المنزل.
· عدم اهتمامه بمداعبة زوجته.
· عدم تلبية الزوج لرغبات الزوجة الجنسية.
· معاناة الزوج من بعض المشكلات والأمراض الجنسية والتي تؤثر على علاقته الجنسية بزوجته.
· تعاطي الزوج للخمور والمخدرات مما يؤثر سلباً على قدرته الجنسية.
· ضعف ثقافة الزوج الجنسية والتي تؤثر بشكل سلبي على احتياجات الزوجة الجنسية.
· نفور الزوج من الزوجة وعدم تقبله لمعاشرتها الجنسية.
العوامل والأسباب المؤدية لظهور هذه المشكلة:
· انخفاض المستوى التعليمي والثقافي للزوج.
· انشغال الزوج بمطالب الحياة الزوجية.
· الضغوط الحياتية مثل ضغوط العمل أو الدراسة أو الحياة العامة على الزوج.
· انخفاض المستوى الاقتصادي والمعيشي للأسرة والذي يجعل الزوج يسعى كثيراً للبحث عن الرزق ومصادره.
· الخلافات المستمرة بين الزوجة وأهل الزوج، وتحريض الزوج على الزوجة من قبل أهل الزوج.
· عنف الزوج على الزوجة( لفظياً- وجسدياً- ونفسياً- وجنسياً).
· جهل الزوج بأحكام الشريعة الإسلامية وتهاونه في أداء الواجبات الشرعية لها.
· عدم اهتمام الزوجة بأطفالها.
· انحراف الزوجة وعدم رضا الزوج عن سلوكها.
· مصادقة الزوج والزوجة لرفقاء السوء.
· الانحرافات الجنسية الشاذة للزوجة.
· تعاطي الزوج والزوجة للمخدرات والمسكرات.
· انشغال الزوج بعلاقات نسائية أخرى تجعله لا يهتم باحتياجات زوجته.
الآثار السلبية لهذه المشكلة على الحياة الزوجية:
· عدم احترام الزوجة للزوج وعدم تلبيتها لرغباته.
· انحراف الزوجة سلوكياً وجنسياً
· نظرة الزوجة للزوج نظرة دونية لعدم قدرته على تفهم احتياجاتها.
· عدم حرص الزوجة على استمرار الحياة الزوجية نظراً لعدم تفهم الزوج احتياجاتها، واختلاق المشكلات بينهما.
· إهمال الزوجة للأبناء وشؤون منزلها وزوجها.
· إهمال الزوجة لنفسها ومظهرها.
· ظهور مشكلات العناد من الزوجة تجاه أفعال الزوج وتصرفاته.
· قد تكون بداية لتدخل أطراف أخرى في الحياة الزوجية بين الزوجين.
· الشك في سلوكيات الزوج.
· الطلاق والانفصال.(10)
الإهمال العاطفي من قبل الزوج تجاه زوجته:
في بداية الزواج غالباً تظهر شحنة متأججة أو شديدة التوهج من الحب أو تبادل العواطف، ورومانسية طاغية بين الزوجين، ولكن بمرور الوقت، أو عند ظهور بعض الظروف أو الأحداث، قد يفتر الحب وتبرد المشاعر، وهنا ليس موتأً للحب بقدر ما هو نوع من البرود العاطفي الذي يقف حاجزاً بين الزوجين ومشاعرهما الفطرية الرائعة أو الحميمة تجاه بعضهما البعض.
أسبابه:
- طبيعة الفروقات بين الرجل والمرأة، والتي تأتي عادة من التكوين العقلي والفسيولوجي والنفسي للرجل، والتنشئة الاجتماعية له، فبالنظر لطبيعة الرجل نجده على سبيل المثال: يركز على شئ واحد غالباً وتصويبه نحو الهدف، ولا يهتم بالتفاصيل بل يتجاهلها ببساطة وهدوء ويعيش من دونها عيشة هنيه، ودماغ الرجل يركز على الصورة الكاملة للشئ وعلى الأمور المهمة، فاهتماماته جادة وهو مؤهل للتفاعل مع الأمور الكبيرة العامة، أما المرأة فهي مرهفة الحس تغرق في التفاصيل وتتمتع بأمور صغيرة جداً( حيث يرجع سبب ذلك لقوة نشاط الجانب الأيمن في الدماغ، بخلاف الرجل الذي يسيطر عليه الجانب الأيسر الذي يختص بالقضايا العامة والتحليلية والمنطقية) والرجل عادة يقاوم أحساسية، ومخ الرجل بشكل رئيسي يدور حول : العمل، والسياسة، والاقتصاد، والرياضة والأرقام، بينما تستجيب المرأة للأحاسيس وتعبر عنها، بل تظهر عاطفتها وانفعالاتها، وبالمقابل فالكلمات بالنسبة للمرأة مكآفات، وفي الوقت الذي يعد الكلام بالنسبة للرجال وسيلة تواصل، يعد بالنسبة للمرأة جزءاً من تركيبتها الشخصية. ومثيرات الرجل عملية وجادة( جريدة، وتلفزيون، وعمل) بينما تدور المرأة في فلك العواطف والأحاسيس والحديث الشيق أو الاهتمامات الاجتماعية المتجددة. كما أن الرجل لا يحب أن يكون ضعيفاً أمام المرأة ويلجأ الرجل إلى الصمت عندما يشعر بالضيق، أما المرأة فلا تتحمل الصمت كثيراً بل تحب أن تتكلم عن سبب ماتعانيه من ضيق وضجر.
- المرأة في علاقتها بالرجل تريد أن تشعر بأنها محبوبة وبحاجة لأن يهتم بها، وتعوزها أدلة كثيرة للتحقق من حبه لها. وتقدر المرأة إلى أقصى حد دلائل العطف والحنان، وهي في حاجة إلى أن تشعر أنها موضع إعجاب وتقدير وأنها ليست وسيلة إشباع رغبات زوجها فقط. وهي من حيث المثيرات العاطفية الخاصة وأنواعها تختلف عن الرجل. ويتعامل الرجل بطبعه أو في الغالب مع كل شئ تقدمه المرأة له على أنه واجب بينما قد ترى فيه المرأة في أحيان كثيرة جهداً و تضحية أو لا بد تجاهه من مقابل أو مكافأة.